في مقاله المنشور في صحيفة “الجمهورية” بتاريخ 15 أكتوبر 2025، يتناول الصحافي عماد مرمل مآلات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتداعياته المحتملة على لبنان، في ظل تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب والضغوط الدولية المتزايدة.
يبدأ مرمل بالإشارة إلى تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق الذي ارتكز على خطة ترامب، متضمناً تبادل الأسرى، استلام جثامين الجنود الإسرائيليين، والسماح بدخول المساعدات، إلى جانب انسحاب جزئي لقوات الاحتلال. إلا أن المرحلة المقبلة، والأصعب، تتمحور حول نزع سلاح حماس ونشر قوات دولية في غزة تحت ما يُعرف بـ”مجلس السلام”، وهو ما يُنذر بتحول القطاع إلى منطقة وصاية دولية.
يرى مرمل أن حماس لم تقدّم أي تعهدات بتسليم سلاحها، بل قبلت فقط التفاوض حول هذه البنود، ما يعني استمرار التوتر السياسي، حتى مع توقف الحرب عسكرياً. كما يؤكد أن حماس غير مستعدة لتقديم ما لم يستطع الاحتلال انتزاعه بالقوة.
ويطرح الكاتب سؤالاً محورياً: هل ينتقل سيناريو غزة إلى لبنان؟ أو بالعكس، هل يتم استنساخ “النموذج اللبناني” في غزة؟ بمعنى أن تل أبيب قد تلجأ مستقبلاً إلى تنفيذ اغتيالات وعمليات نوعية كما تفعل في لبنان، رغم اتفاق وقف النار.
أما الهدف الأساسي لحماس – بحسب المطلعين الذين ينقل عنهم الكاتب – فهو تحييد المدنيين، مع إبقاء المواجهة العسكرية مفتوحة بأشكال مختلفة، بعيداً عن التهديدات الشاملة.
يختم مرمل بالإشارة إلى ضرورة إبقاء “هامش الخطأ” في الحسبان، في ظل وجود اليمين الإسرائيلي المتطرف، مؤكداً أن السيناريوهات القادمة تظل مفتوحة على احتمالات سياسية وأمنية معقّدة.